ملا علي بن ياسين بن عيسى الياسين
ملا علي بن ياسين بن عيسى الياسين الحظاي
يذكر أنه في قرية الطرف كان يعيش فيها فلاح وعالم جليل(صفةيطلقها عليه محبوه) بل هو متعلم على سبيل نجاة ، طيب الله ثراه.
كنيته:أبوياسين.
قيل لي أن تاريخ ولادته كانت عام ١٣٠٠هجرية .
توفي في اليوم السادس عشر من شهر ربيع الأول عام ١٣٩٥ھ .
تعلمه في صغره :
كان ملا علي معلما لقراءة القرآن الكريم للأطفال (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
... كان يمارس عمله في الزراعة والنخلوة ... وترك النخلوة بعد أن ضعف بدنه .. ومارس الخطابة واشتهر بها .
أخلاقه :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا) .
عرف عن الملا علي التواضع الجم رغم علمه الكثير ..
ونقلا عن والدي رحمه الله يصف تواضعه، إذا قيل له صلي بنا جماعة .. قال أنا امليلي .. تصغير لكلمة ملا .
روايات وردت في العلم :
(العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء) ،
(العلم نور لأهله)
وبعضه ظلم وظلمات على أهله.
من كان كذلك قذف الله في قلبه نور من أنوار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبمعونة من رب العالمين على ثباته واستقراره في القلب .
دراسته العلم :
عالم جليل لقب أطلقه الناس عليه تجاوزا.. لما رأوه من حنكته وحكمته، ورجوع الناس له في علم الأنساب والمواريث وعلم الفلك وغيره.
حفظ الرسالة العملية بفرعيها العبادات والمعاملات وطبقها ( لم يكن متبحرا في العلوم الدينية).
لم يخرج الملا أبوياسين خارج قريته لتعلم العلوم الدينية... سوى ماتعلمه على يد ضيوفه من العلماء الذين يأتون للتبليغ والوعظ ويباتون عند الملا علي في منزله..
كان رحمه الله يطلب العلم من ضيوفه العلماء الذين يأتون للقرية للدعوة والوعظ والإرشاد..
كان من الرجال الواعين مما مكنه من أخذ علوم ومعارف أهل البيت عليهم السلام على يد العلماء ..
حدثني المرحوم عبدالله محمد الحسيني أبوأحمد ت ١٤٤٠ھ عن تواضعه : (أن الملا كان في جمع من علماء الأحساء في مجلس جدك حسين البديوي آل مبارك الله يرحمه وكانوا يتطارحون مسألة علمية، فسأل العلامة سيد محمد بن سيد حسين السلمان...( نسيت هل هو فعلا سيد محمد أو ولده؟ الله العالم، التردد مني) ملا علي بن ياسين عن المسألة فقال ملا علي : أنا أتعلم منكم .. ولما انتهوا من تداول المسألة طرح رأيه فيها، فاستأنس العلامة السيد من جوابه ...)
لماذا كان العلماء يباتون في القرية ؟
كان العلماء يزورون القرية .. وبعض منهم يباتون عنده بضعة أيام .. لأن التنقل في زمانهم إما مشياً على الأقدام أو باستعمال وسيلتهم الوحيدة ركوب الدواب لأجل التنقل..على ذلك سارت حياة الناس في زمن ماقبل النفط .. وربما توفرت السيارة لكنها كانت عند قليل من الناس .
العلماء الذين يزورون قرية الطرف في زمانه .
زواره من قرية الجبيل ،
العلامة الشيخ عبدالكريم الممتن.
زواره من قرية الهفوف ، العلامة الفاضل سماحة الشيخ ناصر بن الحاج محمد بن الحاج يوسف أبوخضر ت(١٣٩٨/٨/٢٤).
كان يؤم الجماعة في بعض القرى الشرقية بمنطقة الأحساء، التي كان فيها محبوبا ومطلوب، ناشرا بين أهلها أحكام الدين وتعالي سيد المرسلين، كان يجيد الخط، الأمر الذي أهله أن تسعى الناس له ليكتب لهم الصكوك والمبايعات.
كان يملّك وبلهجة أهل الحسا يملچ أي يجري صيغة عقود الزواج .
والعلامة الخطيب أحمد الطويل يقرأ ويخطب ويصلي بالناس.
والعلامة الشيخ عبدالوهاب الغريري .
تنويه: سميت الهفوف قرية لهدف اصطلاحي مهجور ، لتذكير أنفسنا أن اصطلاح قرية في القرآن الكريم معناه البلاد الكبيرة، ومكة المكرمة أم القرى.
زواره من علماء قرية المبرز ، العالم الجليل شيخ حسين الخليفة يستلم من ملا علي الحقوق الشرعية ،
والعالم المفضال صالح السلطان كان يصلي في مسجد القرية ويصعد المنبر للوعظ والتبليغ للناس لمدة خمس عشرة سنة .
وغيرهم ممن لا يحضرني اسمه ..
رحمهم الله أجمعين وشكر الله جهودهم وثقل الله في الميزان حسناتهم وتقبل أعمالهم .
مهنته :
كان خبيرا في الفلاحة .. وكانت كل أسرته تعمل معه وبعد الحصاد يقسم بينهم الغلات ويبيعونه في السوق منه التمر وبذور البرسيم .
يقول أبومهدي صالح بن ياسين نقلاً عن والده ياسين :(أنه كان يعمل دون كلل أو ملل وكانت له هيبة في نفوسنا حتى أننا لا نتكلم بحضرته إلا القليل) .
وذكر لي حفيده أبومهدي صالح الياسين أيضاً :
(أنا لاأعرف إلا القليل عن جديه وأنا قاصر ومقصر في حقه، وكنا صغار ولانثبت ماذكروه من أحاديث عن جدي من قبل آبائنا لانشغالنا بأعمال النخيل ....
وسأذكر لك بعضة الشيء حسب البركة ..
سمعت من آبائي أن الفلاحين يسألونه عن الزراعة .. كان جدي الملا مايروح للنخل بدري .... لا .. يروح على فراغته وقت الضحى .. وكانت المجيرية(رواعي الكروة المستأجرين للقيام بأعمال الفلاحة) يهابونه وإذا رأووه مجبل وكانوا يسولفون يصخون ... مول .. والملا يشيل الصخين ويشبك يشتغل معهم ) .
معرفته بالفلك والنجوم والطوالع :
كان دور الملا واضحا جليا فقد نفع بعلمه أهالي القرية، فيقرر للناس أهلة الشهور وبدايتها .. في كل الأشهر وخاصة في أول شهر رمضان المبارك ، حيث يقرر بداية الشهر في القرية وكذلك العيدين.
ذكر لي المرحوم كاظم بن محمد الجبارة ت١٤٣٩/٥/١٠ھ يسمونه الناس الشوّاف : (عندما نشهد للملا رؤية الهلال أنا وحسين بن علي الفرحان (بوفريح)ت١/٨/١٤٤١ھ..يسألنا عن رؤيتنا في السنة الماضية ، ويتفحص صحة أقوالنا و يقوم بعمل الحسابات وهو يحرك أصابعه .. ثم يقول (ياجماعة عيدوا) ثم يقول لنا أي للشوافة .. اذهبوا إلى المبرز واشهدوا بالرؤية عند شيخ حسين الخليفة.
كان الملا رحمه الله عونا وينبوعا نافعا لجميع الناس خاصة الفلاحين، يرشد المزارعين ويعرفهم بمسميات النجوم والطوالع ، وأوان زراعة الثمار ، حيث كان مرجعا للنخالوة وهو منهم وفيهم .
ذكر لي الأخ العزيز عبد الحميد الشيبة: (أن نخلاويا سأله عن وقت بشرة النخلة النوع الفلاني .. فسأله الملا علي عن يوم تنبيت (تلقيح) تلك النخلة .. فأجابه الفلاح .. فأخذ الملا يعد ويحسب الشهور والأيام .. ثم قال له بإذن الله ستأكل البشرة منها بعد شهرين وأيام بإذن الله تعالى في اليوم الفلاني رطبة واحدة أو اثنتين .. وبعد أن حل ذلك اليوم ذهب النخلاوي إلى نخلته صباحا .. ولم يجد شيئا .. وأخذ يتفحص العذوق (زين مازين) وصار يدقق النظر مرة ومرتين وثلاث .. بس من دون نتيجة .. فذهب للملا علي وأخبره .. فسأله الملا علي قال له أي ساعة قمت بالتنّبيت .. فأجاب أنه نبّتها في وقت العصر .. فقال له الملا اذهب اليوم العصر وبإذن الله تجد لك كم رطبة .. فذهب الفلاح لنخلته .. فوجد حوالي ثلاث أو خمس رطبات) .
علم المواريث:
كان الملا علي يقسم التركات والورث لأهالي القرية أي تقسيم مال الميت على ورثته(علم المواريث علم تخصص فيه القليل من طلبة العلوم الدينية لصعوبته).
فقه الأخماس:
وأيضا يقوم بمهمة حساب واستلام الأخماس ...
كان الشيخ حسين الخليفة رحمه الله وكيل المرجع الديني، عندما يكون معزوماً في أحد البلادين بالقرب من قرية الطرف يأتي لزيارة ملا علي (لازم يجي لازم) كي يزور الملا ويقبض منه الحقوق الشرعية .
ذكر لي العلامة المرحوم شيخ محمد المهنا (كنا في مجلس جدك حسين البديوي العبداللطيف وفيه لمة من علماء الأحساء ، إذ دخل علينا ملا علي بن ياسين فأجلسه العلامة شيخ حسين الخليفة بجانبه ، وأخرج ملا علي نقود مطويات وعلى كل واحدة ورقة كتب عليها اسم صاحب الخمس، وسلمها للعلامة الشيخ حسين الخليفة، والعجيب أنه لم يجر بين شيخ حسين وملا علي أي نقاش أو سؤال فقهي رغم حرص المرحوم شيخ حسين الخليفة على التدقيق في حسابات الأخماس رحمة الله عليهم) .
الإصلاح بين الناس وقضاء حوائجهم :
اشتهر عن الملا علي المكنى بأبي ياسين حكمته وعدالته في مجلسه، ويعد عارفا ملما بعلم الأنساب والأحساب والفلك والطوالع والمواريث والخمس والخطابة واللغة العربية والحكمة والزراعة وعقد قران الزواج والصلاة على الأموات،
فصارت الناس تنهل من علومه ومعارفه.
وقد عرف بحكمته في جميع أطراف القرية من أدناها لأقصاها ، الكل يرضى بحكمه ويعرف حنكة رأيه .
كان رحمه الله في مجلسه يخدم الناس ويقوم بإصلاح ذات البين..
كان عاملا ونشيطا مجتهدا في خدمة أبناء البلدة،
ترجم له الأستاذ عبدالله بن حمد المطلق في كتابه (البوابة الجنوبية للأحساء _ الطرف في ماضيها وحاضرها )
قال عنه: ” يعتبر من أكابر رجال البلدة . و هو رجل مشهود له بالعِلم و المعرفة فيما يتعلق بالفلك ، و المسائل الفقهية ، و هو من النسّابة المعروفين في بلدة الطرف ”
يجلس الملا بعد صلاة الصبح لقراءة القرآن الكريم وقراءة الأوراد حتى وقت شروق الشمس،
في السنة النبوية يكره النوم قبل الشروق،
أخبرني حفيده أبومهدي صالح بن ياسين: (أنه كان حافظاً للقرآن يتلوه صباحاً بعد أن يصلي صلاة الفجر كل يوم في أول الوقت .. ويظل يعقب ويقوم بقراءة الأدعية حتى تطلع الشمس) .
بعدها يأخذ غفوة لفترة من الزمن .. بعد استيقاظه من النوم يتناول إفطاراً بسيطاً من اللبن الرائب والخبز ..
ذاك الوقت الناس تعد الروبة في منازلهم ما أطيبها مع ذيك الخبيزة التي صنعت من يد طيبة ...
أخوتي الصغار الأعزاء لعلمكم في زمان الملا كانت البقر تربى في المنزل وتحلب صباحاً .
وبعد أن يتناول الإفطار يجلس في مجلسه وحضاره من الأحباب والأصحاب والشيّاب للسوالف وللتساؤلات عن الأنساب وعن الطوالع والنجوم.
ويتداولون كذلك شتى الأحاديث في الفقه والزراعة وفي كل مافيه منفعة للناس.
وقد يأتي من يسأله عن نسب عائلته وغيرهم ، أو يستشيره في الخطبة من البيت الفلاني للزواج منهم ، فإما أن يقول والنعم وإما أن يختار له بيتاً أفضل سواء من أقاربه أو من مجتمعه.
مثلا إذا واحد يريد أن يفسل أو يريد أن يزرع فسيلة ، أويريد أن يبذر ويغرس ،
أيضا يسألونه عن المسائل الشرعية وعن حدود الأوقاف والبيع المشترى،
ومنهم من يطلب من الملا السعي للإصلاح بين نفرين أو عائلتين إذا كان عندهم اختلاف .
وكذلك يستشار في أمر الزواج ، فيستشيرونه في الخطوبة من البيت الفلاني ، فإما يقول له رح والنعم ، أو يقول له اختر لك بيت آخر .
وكذا من أراد أن يعقد للزواج يستشيره في الليلة المناسبة حسب موقع النيم أي نجم العقرب أو القمر في العقرب.
وتأتي له النساء وتسأله عن المسائل الشرعية الخاصة بهن ويجيبهن وقد حفظ الرسالة العملية غيباً ..
حتى أنه يذكر أجاب امرأة يقول لها توضأي لكل فرض مثلاً صلاة الظهر والعصر .
علم الأحساب والأنساب :
تعلم من أبيه ياسين بن عيسى علم الأنساب .
أيضا لعلمه الغزير في الأنساب .. أحب للناس الخير ويكثر من النصح لهم عند العزم على الزواج باختيار النطف الطاهرة لأن العرق دسّاس والخال أحد الضجيعين كما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام.
روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :(إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة، أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه).
أخبرني المرحوم عبدالله بن علي الحسيني : (أن الملا إذا جاءه أحد يستشيره في الزواج يطرق برأسه للأرض .. فحسب مايعرفه عن الأسرة يرى رأيه نجده أحيانا يبتسم ويرفع رأسه .. أو لايرفع رأسه.. أو يتظاهر بالحيرة أو الانشغال) .
والحاج صالح بن عيسى آل بن عيد المتوفى عام ١٤٢٤هجري تعلم منه الأنساب وتعرف بمجالسته للملا على أنساب البيوت وأشرفها وأعلاها في القرية.. وتأثر الحاج صالح آل بن عيد به حيث يقول: (على من يريد الزواج أن ينظر لأمهات الزوجة المخطوبة حتى الجدة الرابعة إن أمكن) .
ومن حكمة الملا أبوياسين وبعد نظره ... كان يحرص على رعاية الطفل مدة احتضانه وتربيته وتعليمه ..
فلذا كان يحرص الملا رحمه الله تعالى على حسن اختيار الحضن المربي سواء كان من جهة أمه أو من جهة مربيه ومعلمه .
فهو موفق في تطبيق ما ورد في سنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من روايات بخصوص تربية الطفل .
ورد عن أهل البيت عليهم السلام حثهم على العناية بالطفل الحدث .. فالطفل كما نقل عنهم ... (الطفل الحدث كالأرض الخالية تقبل مايلقى فيها) ..
ورعه وتقواه:
كان رحمه الله ذو ورع وتقوى ،
عرف الملا علي بورعه الشديد وتقواه وعرف عنه الاحتياط في دينه..
وكان يأكل من عمل يده وعرق جبينه وسار على تلك السيرة الأبناء والأحفاد حفظهم الله .
عرف عنه بعده عن ملذات الدنيا وزخرفها وزبرجها وغرورها ...نعرف ذلك من خلال سيرة أسرته خاصة أبنائه الذين ورثوا عنه الورع والأخلاق والتقوى وعرف عنه رحمه الله تعالى حبه للنخل والزراعة،
كذلك اقتدى به ذريته الصالحة في حبهم الشديد لعمتهم النخلة وإكرامهم لها.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله :(أكرموا عمتكم النخلة)
وأبناؤه أيضا ربوا أبناءهم على حب الخير للناس وخدمة المؤمنين وحسن الخلق .
روى لي العالم الفاضل شيخ محمد المهنا أنه جيء له بمال قيمة أرض ونخيلات أخذت لمصلحة الناس أو اشتريت منه فرفض قبولها تعففاً وورعاً .
قال لي الشيخ الفاضل عبدالرسول المهنا بن العالم الشيخ محمد المهنا .. (سمعت والدي شيخ محمد يروي في أحد جلساته ، موقفا عن ورع ملا علي بن ياسين وتعففه عن أخذ ثمن النخل والأرض لحاجة الناس لها ، فقال رجلٌ كان يستمع للشيخ وللقصة .. فقال عن الملا:(هذا مينون) .. فرد عليه شيخ محمد المهنا: (مهب مجنون هذا تقي ورع .. المجنون أنت مهب الملا) .
وكذلك عرف الشيخ محمد المهنا بالورع رحمه الله ... وكان يأكل من عمل يده في صياغة الذهب ، وقد أبنه آية الله السيد علي السيستاني حين وفاته كتابيا وذكر ورعه وتقواه .
كان الملا علي يحب العلم ويشجع أهله ويشجع الناس على أخذ العلم والمعارف عن طريق أهل البيت عليهم السلام .. ويحذرهم من طلب العلم لأجل الدنيا وزخرفها .
وكان الملا علي والعلماء الذين درسوه يأكلون من عمل أيديهم ولايأخذون مالا من الحق الشرعي لمعاشهم .
كان آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر .. فتأثر بفضله وعلمه وأخلاقه أبناؤه خاصة وكثير من الأسر الكريمة في الطرف .
الخطابة :
كان يقرأ المآتم - المسماة عندنا (العادات) وفي المدينة المنورة تسمى بالدايرية - بما يقارب ثلاثين مجلسا خلال أسبوع .
يقرأ الملا علي المأتم الحسيني في مجلسه كل ليلة أحد عقب صلاة العشاء .
أخبرني حفيده أحمد بن ياسين ابن الملا علي :(كان ملا علي يقرأ مجلس حسيني في مجلس جدك حسين (البديوي) بن محمد آل مبارك ، عصر كل أربعاء )، .
وذكر لي أيضا (أنه يقرأ لجدك طيلة شهر رمضان عصراً )..
حدثني أيضاً الأخ أحمد بن ياسين :(كان الملا علي كفيفاً في آخر عمره يقرأ ختمة القرآن الكريم غيباً طوال الشهر الكريم ليلاً في منزل والدك محمد العبداللطيف آل مبارك).
ويقرأ الملا في بيت والدك العادة على الدوام ولعدة سنوات عوشرية، وكان والدك محمد يقدم البركة في مجلسه وهو صاحب كرم وضيافة في مجلس الحسين عليه السلام ).
كما ذكر لي الشيخ الفاضل جاسم الشملان :( أن في خطابة الملا هيبة وروحانية عجيبة..كان ذو هيبة على المنبر ،
.. إذا صعد المنبر يصمت برهة من الزمن .. فتأخذ الناس خشعة .. ويعلو أطراف المجلس بكاء شديد .. ثم يبدأ مجلس الوعظ) .
وكذلك أيضا .. روى حفيد الملا علي الحاج أبوطاهر عبدالله الياسين وروى لي الحاج حجي آل بن عيد :
(أن الناس إذا رأت الملا علي على المنبر يأخذون في البكاء والنحيب على أبي عبدالله الحسين عليه السلام )
روحي وأرواح العالمين ومن في الوجود لك الفداء وأقل الفداء يا أباعبدالله .
تعلم ابنه ملا محمد رحمه الله منه الخطابة فخلفه في الخطابة الحسينية وتعلم منه التواضع وحسن الخلق .
قصائده في مصائب أهل البيت عليهم السلام :
أنقلها لكم من حفظ الشاعر أبوناجي الخلف وهي قصيدة مشهورة عند ملالي الطرف ملا عبدالله الخلف وملا صالح الغانم وملا عيسى الحسين وملا محمد الياسين رحمهم الله : سأكتبها بمشيئة الله تعالى
استمع للقصيدة بعد الضغط على الرابط بصوت أبوناجي بيض الله وجهه.
https://drive.google.com/file/d/1YqziMReIuA6dsJ437JM-KZm5MLrFiWeC/view?usp=drivesdk
أبناؤه :
أنقل لكم عن الشيخ الفاضل رستم الرستم وحفيده عبدالله الياسين أبوطاهر يقولان ...
(زوجته الأولى واسمها زينب بنت رستم الرستم عمة الشيخ رستم ، أنجب منها ياسين وحسن وخليفة وابنة اسمها مريم توفيت قبل أخوانها ...
ومن زوجته الثانية حبيبة ابنة محمد الرستم خلف منها ملا محمد وعبدالله رحمهم الله... .
وأخوان حبيبة أم ملا محمد هم عيسى وإبراهيم ويوسف ، ولها أخت تزوجها ياسين ابن الملا وأنجبت منه أحمد الله يحفظه) .
يعني الأب والابن تزوجوا أخوات رحمهم الله أجمعين .
استكف الملا أبوياسين أي أصيب بالعمى في أواخر عمره وكان ابنه المرحوم ياسين يلازمه ويقوده ويقوم بشؤونه .
وكذلك رعاه ولازمه حفيده الحاج صالح بن ياسين أبومهدي .
رحم الله الملا رحمة الأبرار وحشره الله مع محمد وآله الطاهرين .
أرجو من عائلة الملا الكريمة قبول عملي البسيط في حق الملا علي وسيرته الميمونة والدعاء له وللمؤمنين والمؤمنات.
والشكر الجزيل لأحفاده الكرام على تقبلهم وسعة صدرهم وكرمهم معي وسائر الآباء الأفاضل والأخوة الأعزاء على تكرمهم بإعطائي نبذ عن حياته الطيبة المباركة.
أريت هذه الوريقات القليلة في حق الملا علي المؤرخ المرحوم الحاج جواد الرمضان أبوحسن، فقال لي اسع في تأليف كتاب عنه فهو رجل البلدة الحكيم ..
فقلت له ياليت أتوفق في ذلك فهو شرف لبلادنا وشرف لي ، فقد ذهب أبناؤه و المعاصرون له تغمدهم الله بواسع برحمته.
تشرف بجمعها أخوكم ؛
يوسف بن محمد العبداللطيف آل مبارك
ابتداء من شهر رجب من عام ١٤٤٠هجرية.
تعليقات
إرسال تعليق